4 رهانات مجنونة من إيلون ماسك… والنتيجة؟ مليارات!

0

في عام 2001، جلس إيلون ماسك على متن طائرة متجهة من لوس أنجلوس إلى موسكو. لم يكن ذاهبًا للتفاوض على استثمار تقليدي، بل كان يبحث عن صواريخ روسية مستعملة، يخطط لاستخدامها لإرسال نباتات إلى المريخ. الفكرة بدت جنونية لدرجة أن بعض أصدقائه ظنوا أنها مزحة. لكن بالنسبة لماسك، كانت هذه مجرد بداية سلسلة من الرهانات التي تحدت المنطق السائد، وأثبتت أن الجرأة المدروسة في عالم التكنولوجيا يمكن أن تفتح أبوابًا لثروات هائلة وتغير صناعات كاملة.

منذ بداياته، لم يكن ماسك يكتفي بالسير في الطرق المألوفة. كل رهان كان يبدو مخاطرة غير محسوبة، لكنه كان يستند إلى رؤية بعيدة المدى وفهم عميق لاتجاهات المستقبل. هذه الرؤية، مع تصميم لا يلين، جعلت أربعة من رهاناته “المجنونة” تتحول إلى شركات بمليارات الدولارات، وتعيد رسم خريطة صناعات المدفوعات، والسيارات، والفضاء، وحتى مستقبل الدماغ البشري.

1. PayPal… أول رهان لإيلون ماسك على الثورة الرقمية للمدفوعات

في أواخر التسعينات، أسس ماسك شركة X.com، وهي منصة للخدمات المصرفية عبر الإنترنت، في وقت كان الناس ما زالوا يترددون في إدخال بيانات بطاقاتهم على الإنترنت. اندمجت الشركة لاحقًا مع Confinity لتصبح PayPal.
رهان ماسك كان أن المدفوعات الرقمية ستصبح الطريقة المهيمنة عالميًا، وهو ما تحقق لاحقًا. بيع PayPal إلى eBay عام 2002 مقابل 1.5 مليار دولار كان نقطة الانطلاق لرأسماله لبقية المغامرات.

2. Tesla… الرهان على أن السيارات الكهربائية هي المستقبل

عندما انضم ماسك إلى تسلا عام 2004 كمستثمر رئيسي، كانت الشركة بالكاد قادرة على إنتاج سيارة واحدة، والعالم كان يفضل السيارات التقليدية. لكن رؤيته كانت أن أزمة المناخ ستجبر العالم على التحول إلى الطاقة النظيفة، وأن السيارات الكهربائية ستكون قلب هذا التحول.
اليوم، Tesla ليست فقط أكبر شركة سيارات كهربائية في العالم، بل رمز للابتكار في الصناعة، وتقدر قيمتها السوقية بمئات المليارات.

3. SpaceX… جعل السفر إلى الفضاء عملًا تجاريًا

في 2002، قرر ماسك أن السفر إلى الفضاء لا يجب أن يبقى حكرًا على وكالات حكومية. أسس SpaceX بهدف خفض تكاليف الإطلاق وإمكانية استعمار المريخ في المستقبل. كثيرون اعتبروا ذلك ضربًا من الخيال، لكنه نجح في تطوير صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام، وأصبح شريكًا أساسيًا لوكالة NASA في مهمات الفضاء، وبدأ في تقديم خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية (Starlink).
اليوم، SpaceX هي شركة خاصة تقدر قيمتها بأكثر من 150 مليار دولار.

4. Neuralink وThe Boring Company… رهان على المستقبل البعيد

بينما يركز معظم المستثمرين على مشاريع تحقق عوائد سريعة، يضع ماسك أمواله في مشاريع قد لا تؤتي ثمارها لعقود. Neuralink تهدف إلى ربط الدماغ البشري بالذكاء الاصطناعي، ما قد يغير مفهوم العلاج والتواصل البشري. أما The Boring Company، فتركز على تطوير أنفاق عالية السرعة لتخفيف الازدحام المروري.
هذه المشاريع لا تزال في مراحلها المبكرة، لكنها تحمل إمكانات ثورية.

الدرس للمستثمرين العرب

رهانات ماسك لم تكن مجرد مغامرات، بل كانت مبنية على رؤية تكنولوجية واضحة، ورغبة في حل مشكلات كبرى. بالنسبة للمستثمرين العرب، الدرس هنا هو أن التكنولوجيا ليست مجالًا للمضاربة فقط، بل بيئة يمكن أن تبني فيها استثمارات ضخمة إذا فهمت التوجهات العالمية مبكرًا.

اليوم، قطاعات مثل الطاقة المتجددة، الذكاء الاصطناعي، والأقمار الصناعية، تشبه من نواحٍ كثيرة الوضع الذي كانت عليه السيارات الكهربائية قبل 20 عامًا. الدخول فيها برؤية واضحة قد يكون هو الرهان “المجنون” التالي الذي يصنع مليارات.

وقت القراءة: 3 دقائق
مقالات متعلقة
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *