كيف بدأت V.connct رحلة توطين التكنولوجيا في العالم العربي؟

في بدايات التحول الرقمي في العالم العربي، كانت المؤسسات تسابق الزمن لتحديث أنظمتها، ودمج التقنيات الجديدة في عملياتها اليومية. لكن وسط هذا السباق، ظهرت فجوة واضحة: معظم الحلول التقنية المستوردة لا تتحدث لغة المؤسسات، ولا تفهم خصوصيتها، ولا تحترم سيادتها على بياناتها.

كانت أدوات الاتصال المؤسسي – التي تمثل العمود الفقري لأي بيئة تشغيلية – تُدار بالكامل من خارج الحدود. سيرفرات في أوروبا، دعم فني من آسيا، ولوحات تحكم لا تعترف بالهوية المؤسسية المحلية. وفي هذه اللحظة، ولدت فكرة V.connct.

من أين بدأت قصة V.connct؟

في خضم التحول الرقمي المتسارع الذي اجتاح المؤسسات العربية في العقد الأخير، كانت الأنظمة تتبدل، والبنى التحتية تُحدَّث، والشاشات تضيء بجداول البيانات والتقارير الفورية. لكن وسط هذا الزخم، بقي شيء واحد لا يتغير: الاعتماد الكامل على أدوات اتصال أجنبية. منصات لم تكن تدعم اللغة العربية، ولا تراعي الثقافة المؤسسية المحلية، والأسوأ من ذلك: لم تكن تضمن بقاء البيانات داخل الحدود الوطنية. 

ظهرت فجوة مؤلمة: الرقمنة تتقدم… لكن بدون سيادة.

وهنا، لم يكن أمام الفريق المؤسس لـ V.connct سوى خيار واحد:
إما أن نظل تحت رحمة المنصات الأجنبية، أو نبني بأنفسنا ما يشبهنا.

فجاء القرار: بناء منصة عربية خالصة، من أول سطر كود حتى آخر شاشة للمستخدم.

كان الهدف واضحًا:

  • أن تتحدث المنصة العربية من أول نقرة
  • أن تُدار بنيتها داخل الدولة
  • أن تُصمَّم من قبل فرق تعرف مؤسساتنا من الداخل
  • وأن تكون السيادة التقنية، لا مجرد حلم… بل أمر واقع

التحدي: كيف نحاكي السوق العربي بلغته وسياقه وخصوصيته؟

لم تكن المهمة سهلة. توطين التكنولوجيا يعني أكثر من الترجمة أو التعريب. يعني أن تفهم كيف تعمل المؤسسات العربية، ما أولوياتها، وما القيود التي تواجهها في تبنّي الأنظمة الحديثة.

ولأن V.connct تأسست على يد خبرات تجمع بين الفهم العميق للسوق المحلي والمعرفة التكنولوجية العالمية، فقد بدأت في بناء منصة UCaaS (اتصالات موحدة كخدمة) صُممت بالكامل:

  • باللغة العربية
  • باستضافة محلية داخل الدولة
  • بجاهزية تشغيل داخلي (On-Premise)
  • بواجهات API متوافقة مع الأنظمة الحكومية
  • وبتجربة استخدام سهلة، بدون أي تعقيدات فنية

لم يكن الهدف فقط أن “تعمل” المنصة… بل أن تُحبّها المؤسسات وتتبنّاها بثقة.

من حلم إلى إنجاز… ماذا تحقق حتى الآن؟

لم يكن بناء منصة عربية للاتصالات المؤسسية مجرد مغامرة تقنية، بل رهانًا على أن السوق العربي يستحق أكثر من مجرد “خدمات مترجمة”. وبعد ثلاث سنوات من العمل، ومن التطوير داخل غرف مغلقة وجلسات لا تُحصى من الاختبارات والتجارب، جاء الإصدار الثالث من V.connct ليُعلن أن الحلم أصبح واقعًا.

عندما انطلقت النسخة الأحدث، لم تحتج المنصة إلى حملات دعائية صاخبة. النتائج كانت تتحدث:

  • تجاوز عدد المستخدمين النشطين 200,000 مستخدم من قطاعات متعددة
    تم تحميل التطبيق أكثر من 150,000 مرة عبر مختلف المنصات
  • اعتمدت المنصة فعليًا من جهات حكومية وتعليمية في السعودية، مصر، والإمارات
  • حصلت V.connct على حماية كاملة لحقوق الملكية الفكرية، تأكيدًا على أنها ليست نسخة مستعارة، بل مشروع تم تطويره من الصفر
  • وتولّت شبكة Variiance الإشراف التشغيلي والدعم الاستثماري عبر ذراعها المتخصص Tawteen.tech، في رسالة واضحة: هذه المنصة ليست تجربة… بل استثمار استراتيجي طويل الأمد

لكنّ فريق V.connct لم يتوقف عند هذا الحد. فكما وُلدت المنصة من فجوة مؤلمة، فإن طموحاتها لا تقل جرأة عن ظروف نشأتها.

الخطة القادمة؟

رؤية واضحة تمتد حتى عام 2030، تستهدف:

  • 400 مليون مستخدم نشط
  • 500 مليون تحميل للتطبيق
  • انتشار أفقي في أسواق الخليج وشمال إفريقيا
  • وشراكات استراتيجية مع القطاعات السيادية لتأمين البنية التحتية الرقمية محليًا

ما بُني حتى الآن ليس مجرد منتج رقمي، بل بنية سيادة رقمية نابعة من الداخل، مدعومة بفهم حقيقي لاحتياجات المؤسسات العربية، وبدعم تقني واستثماري لا يراهن على السوق العربي كمجرد “فرصة”، بل كأرض خصبة لصناعة مستقلة، واعية، ومؤثرة.

لم يكن النجاح الذي حققته V.connct محض صدفة، ولا نتيجة تمويل ضخم فقط، بل حصيلة قرارات استراتيجية واعية، في مقدمتها اختيار نموذج عمل ذكي يوازن بين النمو والاستدامة.

منذ اليوم الأول، أدرك الفريق أن السوق العربي لا يحتمل نموذجًا تجاريًا جامدًا. فالشركات الصغيرة تحتاج إلى حلول مرنة، بينما المؤسسات الحكومية تحتاج إلى التزام طويل الأجل، وكل ذلك ضمن سياق مالي حساس.

فجاء النموذج كالتالي:

  • اشتراكات شهرية تبدأ من 2500 جنيه، لتناسب الشركات الناشئة والمتوسطة
  • عقود سنوية مستقرة مع قطاعات حيوية مثل الصحة، التعليم، والجهات الحكومية، تضمن استمرارية الخدمة وثقة التشغيل
  • نظام الدفع حسب الاستخدام (PAYG) على غرار شركات الاتصالات، لتمكين المؤسسات من التحكم في ميزانياتها دون التزام ثابت
  • تقديم المنصة بالكامل بصيغة SaaS (برنامج كخدمة)، مما يسمح بالنشر الفوري، والتحديثات المستمرة، دون الحاجة إلى بنية تحتية معقدة

هذا النموذج لم يمنح V.connct فقط القدرة على التوسع بسرعة، بل مكّنها من الوصول إلى شرائح مختلفة من العملاء — من المؤسسات السيادية إلى الفرق الصغيرة في الشركات التقنية.

والأهم من ذلك، أن تنوع مصادر الإيرادات عزز قوة المنصة المالية، وفتح الباب لتوسيع الحضور في الخليج وشمال إفريقيا دون الحاجة لرفع الأسعار أو تقليص مستوى الخدمة.

بعبارة بسيطة:
النمو تحقق لأنه بُني على فهم السوق، لا على تقليد النماذج العالمية.

لماذا الآن؟ ولماذا السوق العربي بالذات؟

لأن اللحظة لم تعد تحتمل التأجيل.
فالتحول الرقمي لم يعد مجرد اتجاه، بل واقع يفرض نفسه على كل مؤسسة، وكل قطاع، وكل دولة تسعى للحاق بركب الاقتصاد العالمي الجديد.

في السابق، كان البعض يتساءل: “هل نحن مستعدون لبناء بدائل محلية؟”
اليوم، السؤال اختلف تمامًا:
“متى سنفقد السيطرة بالكامل إذا لم نبنِ أدواتنا؟”

ومن هنا، جاء التوقيت مثالياً لـ V.connct.

فبحسب أحدث التقديرات:

  • السوق العالمي لحلول UCaaS (الاتصالات الموحدة كخدمة) يُقدّر بـ 230 مليار دولار في 2024
  • ومن المتوقع أن يتجاوز 600 مليار دولار بحلول 2030، مدفوعًا بنمو الشركات الرقمية والعمل عن بُعد والتحول إلى SaaS
  • أما سوق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فسينتقل من 60 مليار إلى 160 مليار دولار خلال نفس الفترة، بدعم من استراتيجيات التحول الرقمي الوطني في دول الخليج ومصر

وسط هذا النمو الهائل، وضعت V.connct هدفًا واضحًا: استهداف 1% فقط من السوق الإقليمي، أي ما يعادل 1.2 مليار دولار.

رقم ليس خياليًا، ولا مستحيلًا، بل قابل للتحقق في ظل غياب المنافس المحلي الفعلي، واعتماد معظم المؤسسات حتى اليوم على منصات لا تمثلها، ولا تفهم احتياجاتها.

السوق العربي، ببساطة، أرض خصبة لم تُحرث بعد. ومن يمتلك القدرة على تقديم حل عربي فعلي — كما فعلت V.connct — لن يحصد فقط حصة من السوق، بل سيحصد ثقة المؤسسات، وسيادة القرار الرقمي.

توطين التكنولوجيا: قرار سيادي… واستثمار ذكي

في زمنٍ تتسابق فيه الدول على تأمين بياناتها، وبناء بنيتها الرقمية المستقلة، لم تعد التكنولوجيا مسألة كفاءة تشغيلية فحسب، بل أصبحت قرارًا سياديًا يُحدِّد مدى استقلالية المؤسسات والدول.

وفي هذا السياق، لم تأتِ V.connct كمنصة “بديلة”، بل كمشروع تأسيسي لمرحلة جديدة من الاعتماد على الذات الرقمية. مرحلة يُصمَّم فيها المنتج بلغتنا، ويُدار من داخل حدودنا، ويُطوَّر بفِرق تفهم بيئتنا التنظيمية والثقافية.

توطين التكنولوجيا لم يعد شعارًا نردده في المؤتمرات، بل خيارًا استراتيجيًا أثبتت V.connct أنه قابل للتطبيق… وقادر على النمو… ومؤهل لأن يكون استثمارًا عربيًا ناجحًا بمواصفات عالمية.

اليوم، تمثل المنصة نموذجًا حيًا لما يمكن أن يحدث عندما تلتقي الرؤية التقنية بالفهم العميق للسوق. نموذج يؤكد أن العالم العربي لا يفتقر إلى الكفاءات… بل فقط إلى الفرصة والقرار.

ومع V.connct، الفرصة وُجدت، والقرار اتُّخذ.

هل تكون أنت جزءًا من قصة النجاح القادمة؟

تعرّف على V.connct، واستثمر في السيادة الر